وأعرف من كلّ صغير وكبير ، والله قادر على صفح ذلك ، فإنه لما يشاء قدير ، ورحمته واسعة وذو فضل كبير .
وأنا أسأله العفو فيما مضى من هفوة الاقلام من هذا الضعيف الضرير والخطايا العظيمة التي صدرت مني ، ولا يغرب عن علمه مثقال ذرةٍ فكيف بالخطير ، ربِّ استجب لي ما سألت ، فإنك بالإِجابة جدير .
١٩٣ ـ أصل اُميّة بن علي القيسي الشامي : ذكر النجاشي في ترجمته ناسباً إليه الكتاب ، وراوياً . عنه عن مشايخه الأجلّاء الأطياب ، ضعّف أصحابنا وقالوا : روى عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام (۱) ، والمراد بتضعيف الأصحاب ـ كما استفدنا من الخلاصة وغيرها ـ هو ابن الغضائري المسارع إلى الجرح والمكثار للقدح ، حيث قال فيها : قال ابن الغضائري : إنه يكنّى أبا محمّد، في عداد القميين ، ضعيف الرواية ، وفي مذهبه ارتفاع (٢) ، إنتهى .
أقول : هذا الكلام من هذا الرجل القمقام لا ينافي جلالة المعنون ، بل المتقدمة أن يدلّ على مدحه بطريق مستحسن ، لما تقدم منها في التراجم المتقدمة أنّ القميين نسبوا كثيراً من الأجلّاء الرواة إلى الارتفاع والغلو ، ولذا يضعفون روايتهم ا لما كان في نظرهم من نقل الآيات العظيمة للأئمة ، وإظهار كثير القدرة لهم ، وإثبات علمهم إلى مخفيّات الاُمور ومكنونات السماء والأرض ، وتفويض الاُمور والأحكام إليهم من دلالات الغلو ، ويعدون الـرجـل لذلك غالياً ، ونحن نعدّ الرجل في تلك الاُمور عالياً من أهل الرفعة والجلالة ، على أن هذه النسبة توجد في كلام الغضائري صاحب الرجال ، وقد عرفت حاله في خلال الأقوال ، ويؤيّد براءة ساحة الرجل ممـا ينافي القدح عدم تعرض
__________________
(١) رجال النجاشي : ١٠٥ / ٢٦٤ .
(٢) رجال العلامة : ٢٠٦ / ٢ .