يقصر ذكره عن الوثافة ، بل يكون أعلى منها ، حيث قال : شيخ من أصحاب أبي عبد الله ، متحقّق بهذا الأمر (١) . ومعنى هذه الكلمة أنه من أهل المحبّة والولاء ، وكل الصيد في جوف الفرا .
ثم إن من عجائب التصحيفات اللفظية والمعنوية في المقام ، ما وقع الخلاصة للعلّامة، حيث قال : إلياس الصيرفي، خيرٌ من أصحاب الرضا عليهالسلام (٢) ، والظاهر أنه هذا الرجل المعنون له الكلام، وهما واحد في المقام بلا كلام ، ولا ينافي كون إلياس صيرفيّاً، في كلام العلامة الاتحاد لما صرّح النجاشي في ذرية بنت إلياس من كونه صيرفيّاً، فكن في ذلك على رشاد .
فعلى هذا الرجل يكون في طبقة الصادق عليهالسلام ، كما صرح به أيضاً العلامة . في ، إلياس البجلي ، كيف يمكن أن يكون معدوداً في صحابة الرضا الإِمام الهمام ، لكن منشأ توهم ذلك النحرير العلّامة ما رآه وشاهده في فهرست النجاشي في ترجمة حسن بن علي بن زياد المعروف بالوشاء ، في ذلك المقام ، حيث قال : قال أبو عمرو ، ويكنّى بأبي محمد الوشاء وهو ابن بنت إلياس الصيرفي ، خزّاز من أصحاب الرضا عليهالسلام (٣) . فصحّف لفظة الخزاز الذي هو بمعنى عامل الخز بلفظة خيران تثنية الخير ، ثم ظنّ أن الياس يكون من أصحاب الرضا عليهالسلام ، كما يكون الحسن كذلك .
ولا يخفى أن هذا الكلام من متمّمات ترجمة الحسن ومعرّفاته ، الذي هو من ذرية الرجل ، ولا يكون لإِلياس الذي يكون جدّاً له ، ومثل ذلك كثير ، ولست أني أجسر على نسبة التقصير على هذا الحبر الخبير ، بل أقدم على ذلك جم غفير من الرجاليين ، الذين هم على ذلك أبصر من كلّ بصير ،
__________________
(١) رجال النجاشي : ١٠٧ / ٢٧٢ .
(۲) رجال العلامة : ٢٣ / ٢ .
(۳) رجال النجاشي : ٣٩ / ٨٠ .