ويجب كف اللسان عن المخالفين وعن المتهم مع التقية ، قال الله تعالى : ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم » (١) .
في مجاورة اهل المعاصى
ولا يجوز مجاورة اهل المعاصي ومخالطتهم اختيارا ، ومحبة بقائهم ، فعن الباقري اللا : اما انه ليس من سنة اقل مطراً من سنة ، ولكن الله يضعه حيث يشاء ، ان الله جل جلاله اذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة الى غيرهم ، والى الفيافي والبحار والجبال ، وان الله ليعذب الجعل في حجرها بحبس المطر عن الأرض التي بمحلتها لخطايا من بحضرتها وقد جعل الله لها السبيل الى مسلك سوى محلة اهل المعاصي ، ثم قال ابو جعفر : فاعتبروا يا اولي
واما المسعودى فقد قال ما نصه : وبايع الناس على أنهم عبيد ليزيد ، ومن أبي ذلك أمره مسرف على السيف غير على بن الحسين بن على بن ابى طالب السجاد، وعلى بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ... الى ان قال : و نظر الناس الى على بن الحسين السجاد وقد لاذ بالقبر، وهو يدعو ، فأتى به الى مسرف وهو مغتاظ عليه . فتبرأ منه ومن آبائه، فلما رآه وقد أشرف عليه ارتعد وقام له، واقعده الى جانبه ، وقال له : سلنى حوائجك، فلم يسأله في أحد ممن قدم الى السيف الاشفعه فيه، ثم انصرف عنه، فقيل لعلى: رأيناك تحرك شفتيك فما الذي قلت ؟! قال : قلت : «اللهم رب السماوات السبع وما اظلان ، والارضين السبع وما أقللن، ورب العرش العظيم ، رب محمد وآله الطاهرين، أعوذ بك من شره، وأدرأ بك في نحره ، أسألك أن تؤتيني خيره ، وتكفيني شره وقيل لمسرف : رأيناك تسب هذا الغلام و سلفه ، فلما أتى به اليك رفعت منزلته ؟ فقال: ما كان ذلك لرأى منى، لقد ملي قلبي منه رعباً مروج الذهب ج ۲ ص ۷۰ .
وما قاله المسعودى هو الأصح عندى لانه الموافق لمواقف الامام السجاد (ع) في الكوفة والشام، والله أعلم بحقائق الامور .
(۱) الانعام ۱۰۸ .