ولا يجوز الرجوع في الصدقة ، فانما هي بمنزلة العتاقة ، ولا يصلح له ردها بعد ما عتق .
ويستحب التماس الدعاء من السائل ، ودعاء السائل لمن أعطاه ، فان دعوة السائل الفقير لا ترد ، وقد قال علي بن الحسين الا : ( ما من رجل تصدق على مسكين مستضعف فدعا له المسكين بشيء تلك الساعة الا استجيب له » (١) .
ويستحب المساعدة على ايصال الصدقة والمعروف الى المستحق ، فالمعطون ثلاثة : الله رب العالمين ، وصاحب المال ، والذي يجرى على يديه .
ويستحب مواساة المؤمن في المال فعن سعيد بن الحسن قال : قال ابو جعفر الله . « أيجيئني احدكم الى أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه ؟ فقلت : ما أعرف ذلك فينا ! فقال ابو جعفر الا : فلاشيء اذا ، قلت : فالهلاك اذن؟! فقال : ان القوم لم يعطوا أحلامهم بعد ) (۲) وعن أبى اسماعيل قال : قلت لابی جعفر : جعلت فداك ان الشيعة عندنا كثير ، فقال : فهل يعطف الغني على الفقير؟ وهل يتجاوز المحسن عن المسيء ويتواسون ؟ فقلت : لا ، فقال : ليس هؤلاء شيعة ، الشيعة من يفعل هذا ) (۳) ، ويستحب الأيثار على النفس ولو بالقليل لغير صاحب العيال ، فعن جميل انه قال لابي عبد الله الله : من غرر اصحابي ؟ قال : هم البارون في العسر واليسر ، ثم قال : يا جميل أما ان صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله في ذلك صاحب القليل فقال في كتابه : ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون » (٤) .
(۱) الوسائل الباب ٢٥ من ابواب الصدقة الحديث ٣ .
(۲) الوسائل الباب ۲۷ من ابواب الصدقة الحديث .
(۳) الوسائل الباب ۲۷ من أبواب الصدقة الحديث ٤ .
(٤) الوسائل الباب ۲۸ من ابواب الصدقة الحديث ١ . (الحشر: (۹) .