والفقهاء والمحدّثين ، بالإضافة إلى رسوخ وتوسعة ظاهرة إجازة الحديث التي عني بها الشيعة من سالف الأزمنة ، إلاّ أنّ هذه الظاهرة قد توسّعت كثيراً في حوزة إصفهان العلمية ، وبلغت فهرستها بعض مجلّدات كتاب بحار الأنوار(١) ، كما أنّ الشيخ الطهراني أحصى ووثّق الكثير من الإجازات في كتابه القيّم الذريعة إلى تصانيف الشيعة(٢).
وهذه الإجازات الروائية صادرة من كبار العلماء ، من أمثال المحقّق الكركي (ت ٩٤٠ هـ) ، والشيخ علي الهلالي (ت ٩٨٤ هـ) ، والشيخ بهاء الدين العاملي (ت ١٠٣٠ هـ) ، والسيّد محمّد الداماد (ت ١٠٤٠ هـ) ، والمولى أبو القاسم الفندرسكي (١٠٥٠ هـ) ، والمولى حسين علي شوشتري (ت١٠٧٥ هـ) ، والشيخ المجلسي الأوّل محمّد تقي (ت ١٠٧٠ هـ) ، والمجلسي الثاني (ت ١١١٠ هـ) وغيرهم الكثير من كبار علماء الإجازة.
ولهذه الإجازات قيمتها العلمية ، فهي تحفظ سلسلة الرواية إلى عصر المعصومين عليهمالسلام ، وتعرّف بالعلماء الكبار وآثارهم العلمية وأساتذتهم وطلاّبهم ، بالإضافة إلى بعض الإشارات إلى الأحداث والوقائع الجانبية التي تعرّض لها أصحاب الإجازة ، أو بعض من يقع في سلسلة رواة الإجازة ؛ وفوائد أخرى كثيرة أشار إليها بعض الباحثين(٣).
__________________
(١) انظر : بحار الأنوار : المجلّد ١٠٥ إلى ١١٠.
(٢) انظر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١ / ١٢٣ وما بعدها ، و١١ / ١٣ وما بعدها.
(٣) انظر : إجازات الحديث للمولى محمّد باقر المجلسي الإصفهاني ؛ وإجازات الحديث ، للعلاّمة السيّد محمّد مهدي بحر العلوم.