كما هو الحال في الشيخ البهائي والسيّد الداماد ، والملاّ صدرا والمجلسيّين ، والخوانساريّين ، والجماليّين ، وأمثالهم الكثير ممّا لا يسع المجال لاستقصائهم.
وكان لهذه المدارس العلمية الثلاث آثار وبركات كثيرة ، وفتحت آفاق من المعارف ؛ وخلّفت نفائس ودرر المؤلّفات في العلوم الثلاثة (الفقه ، والفلسفة ، والحديث) بالإضافة إلى العلوم المساعدة الأخرى.
فنجد علم الأصول قد نما واتّسع مع اتّساع مجال بحوث الفقه والاجتهاد ؛ فكان هذا العلم يمدّ المدرسة الفقهية بأدقّ النظريّات الأصولية ، ويواكب حركتها في مجال الاستنباط الفقهي ، وشهدت حوزة إصفهان علماء كباراً ، لهم آثارهم العلمية في مجال علم الأصول.
وفي مجال الفلسفة نجد الكثير من العلوم الأخرى المساعدة كالمنطق والرياضيّات .. قد اتّسمت ونمت ، مع وجود كبار فلاسفة الشيعة في هذه الحوزة المباركة ، لهم فلسفتهم وآراؤهم ، ونظريّاتهم ورسوخهم في ميدان تخصّصهم الفلسفي ، وساهموا في رسوخ وتوسعة هذا العلم. وتركوا لنا آثاراً واسعة وعميقة تعكس عمق التفكير الفلسفي عند علماء الشيعة ، كما وضعوا نظريّات عميقة في مجال الدروس الفلسفية ؛ كنظرية الحركة الجوهرية لصدر المتألّهين الشيرازي بالإضافة إلى محافظتهم على أصالتهم الإسلامية ، وانتمائهم المذهبي إلى مدرسة أهل البيت عليهمالسلام.
وفي مجال علم الحديث ، نجد التوسّع في العلوم المساعدة كعلم الدراية والرجال ؛ ودوّنت في هذا المجال وفرة من المؤلّفات للكثير من كبار العلماء