وممّا يدل ـ أيضا ـ على جواز التّعبّد بخبر الواحد أنّ العمل في كثير من العقليّات قد يتبع غلبة الظّنّ ، فما الّذي يمنع عن (١) مثل ذلك في الشّرعيّات.
ويدلّ عليه ـ أيضا (٢) ـ ورود التّعبّد بقبول الشّهادات ، والاجتهاد في جهة القبلة ، وقبول قول المفتي ، وكلّ هذا من باب واحد.
وقد تعلّق من منع من (٣) جواز التّعبّد بخبر الواحد بأشياء : أوّلها (٤) قولهم : إنّ الشّرائع لا تكون (٥) إلاّ مصالح (٦) لنا ، وبخبر الواحد لا نعلم أنّ ذلك مصلحة ، ولا نأمن كونه مفسدة.
وثانيها أن قالوا : إذا لم يجز أن نخبر (٧) بما لا نأمن (٨) كونه كذبا ، كذلك لا يجوز أن نقدم (٩) على ما لا نأمن (١٠) من (١١) كونه مفسدة.
وثالثها أنّ قول الواحد وصلة إلى قول الرّسول صلىاللهعليهوآله (١٢) ،
__________________
(١) ب : من.
(٢) الف : أيضا عليه.
(٣) ب : ـ من.
(٤) ج : أولهم.
(٥) ج : يكون.
(٦) الف : لمصالح.
(٧) ب وج يخبر.
(٨) ب وج : يامن.
(٩) ب وج : يقدم.
(١٠) ب وج : يامن.
(١١) الف : ـ من.
(١٢) ب وج : ع.