الضّروريّ ؟ ! وجرى استدلالهم على صحّة القياس هاهنا (١) مجرى استدلالهم على (٢) العمل بخبر الواحد ، لأنّهم بنوه على أخبار آحاد غير معلومة (٣) فاستدلّوا بمظنون في موضع معلوم ، وقد بينّا ذلك فيما تقدّم.
وأمّا الوجه الثّاني في الكلام (٤) على هذه الطّريقة ؛ أن نبيّن (٥) بطلان ما ادّعوه ، وقطعوا عليه ، من أنّ القول في المسائل الّتي ذكروها لم يكن (٦) إلاّ للقياس ، ونبيّن (٧) أنّه يمكن أن يكون للنّصّ ، إمّا بظاهره ، أو بدليله (٨) فالاحتمال في هذا الموضع كاف. ثمّ نقول لمعتمدي هذه الطّريقة : لم زعمتم أنّ القول في هذه المسائل إنّما كان بالقياس ؟ ! فلم نجدكم عوّلتم إلاّ على دعوى ، ولم (٩) إذا اختلفوا ، وتباينت أقوالهم ؛ وجب أن يسندوا تلك المذاهب إلى القياس ؟ ! فإنّهم يعلمون أنّ الاختلاف في المذاهب
__________________
(١) ب : ـ استدلالهم ، تا اينجا.
(٢) الف : + صحة.
(٣) ب : ـ غير معلومة.
(٤) الف : ـ في الكلام.
(٥) الف : يبين.
(٦) ب : تكن.
(٧) الف : بينا.
(٨) ب : بدليل.
(٩) الف : هم.