بل يدلّ على نسبة من نسب الفعل وجهة من جهاته.
(مصاحبةُ الفاعل)(١) :
يعني أنّ معنى قولنا (ذَهَبْتُ بزيد) بالفارسية على مذهبه : (بردم من زيد را).
(بمعنى مع اه) :
أي : مقيّدة لمعنى (مع) بإلزام كما عرفت ، وذلك كما يقال : (إنّ) بمعنى (أَكدْتُ) مثلاً ، أي : يفيد هذا المعنى بالالتزام؛ لا أنّه مقيدة له بالمطابقة؛ إذ لو كان بمعنى (مع) مطابقة لكان معنى المثال المذكور بالفارسية : (رفتم من با زيد). والباء بهذا(٢) المعنى لا يغيّر معنى الفعل كما ترى ، ولا يصحّ قوله : (والذي يغَيرُ الباءُ معناه : يجب [فيه] عند المبرِّد).
(قال سيبويه(٣) اه) :
__________________
عمراً ، ولا ذَهَّبْتُ خالداً بكراً ونحوُ ذلك ، كذا قال بعض المحقِّقين». في المطبوع : «إلاّ إذا كانت بمعنى واحد» و : «إلى بعض الأبواب المتشعِّبة».
(١) انظر : مذهب الجمهور ومذهب المبرَّد والسُّهَيلي في باء التعدية ، الجنى الداني : ٣٨. أيضاً انظر : شرح جمل الزجّاجي لابن عصفور ١ / ٤٩٣؛ مغني اللبيب ٢ / ١٢٣.
(٢) في الأصل : بهذ.
(٣) هو أبو بِشْر عمرو بن عثمان بن قَنْبر ، المعروف بـ : (سِيبويه) عَلَم الأعلام النحويين وأوّل من بسّط عِلم النحو. ولد في البيضاء إحدى قرى شيراز ونشأ بالبصرة. أخذ عن الخليل بن أحمد الفَراهيدي (ت ١٧٥ هـ) ويونس بن حبيب الضَّبِّي (ت ١٨٢ هـ) وغيرهما. مات على