(وللتكلُّف)(١) :
الأولى أن يعبّر عنه ههنا بـ : (النسبة) كما عبّر به بعض المحقّقين(٢). المشقّة في نسبة الجهل إلى النفس إمّا باعتبار كونه خلاف الواقع ، أو لكونه قبيحاً(٣) عقلاً وشرعاً.
(والفرق) :
حاصله : أنّ النسبة في (التفعُّل) مطابقة للواقع ، وفي (التفاعُل) مخالفة له ولا يسعى لوجوده له ولايحصل له.
(يطلب وجودَ الحِلْم) :
أي : يسعى لوجوده له ، يعني أنّ أصل الفعل لايحصل في الفاعل بسهولة ومن غير مشقّة في التكلُّف في البابين إلاّ أنّ الفاعل في باب (التفعُّل) يسعى لوجود أصل الفعل لنفسه ويتحمّل المشقّة في ذلك ويحصل له بمشقّة ، وأمّا في باب (التفاعُل) فلا يسعى الفاعل لذلك ولايحصل له في الحقيقة بل إنّما أظهر وجودَه له.
(ولهذا لا يكون اه)(٤) :
__________________
(١) انظر : إلى آراء كلّ من سيبويه وابن يعيش وابن الحاجب وابن مالك في معنى باب (التفاعل) : الكتاب ٤ / ٦٩ ، وشرح الملوكي في التصريف : ٧٨ والممتع : ١٢٥ ، والشافية : ١٨ ، وتكميل المقاصد : ١٩٩.
(٢) لاحظ : شرح الشافية لعصام الدّين : ٢٧.
(٣) في الأصل : قبيح.
(٤) النصّ : ٨ : «(وإمّا أوّله الهمزة ، مثل : اِنْفَعَلَ) بزيادة الهمزة والنون (نحو : اِنْقَطَعَ اِنْقِطاعاً)