قيل : (لايشْمَلُ هذه العبارةُ المذهبين؛ لأنّ مفهوم الفعل متعدِّد). أقول(١) قد عرفتَ معنى الوحدة التي أراد من ذلك ، فلا يرد هذا الإيراد.
(فإنّ الكوفيين) :
لمّا فُهم من قوله : (على المذهبين) أنّ للمذهب المشهور ، أي : مذهب البصريّين ، مخالفاً(٢) وكان غيرَ مشهور بل ربما لم يسمعه المبتدئ؛ عَلَّلَ ثبوت المخالف بقوله : (فإنّ الكوفيّين اه).
(كما أنّ اه) :
الأولى أن يقال : كما أنّ الأب قد يتَعَلَّم من ابنه مع أنّه غير مأخوذ وحاصل من الإبن ، لكنّه لمّا أراد التمثيل بالأمثلة والصيغ ، مثَّل بما ذكر(٣).
(وتأخير الفعل اه) :
كأنّه قدّر أنّ قائلاً من قِبَل الكوفيّين سأل عن البصريّين : أنّ الفعل لو كان مؤخَّراً عن ذات المصدر ـ كما زعمتُم ـ لكان مؤخَّراً عن إعلاله أيضاً؛ إذ ذاته ملزوم للإعلال ، فكيف يمكن أن يكون إعلال المصدر مؤخَّراً عن إعلال الفعل؟ فأجاب بأنّ تأخير الفعل عن نفس المصدر لاينافي كون إعلال المصدر مؤخَّراً عن إعلاله؛ لأنّ إعلال المصدر غير لازم لذاته بل يجوز أن يوجد المصدر بلا إعلال ثمّ
__________________
ليس بمشتقّ منه وتأخير الفعل في الاشتقاق عن نفس المصدر لاينافي كون إعلال المصدر متأخِّراً عن إعلال الفعل ، فتأمّل».
(١) في الأصل : اقوال.
(٢) في الأصل : مخالف.
(٣) في الأصل : مما ذكر.