التَّفتازاني(١)؛ بَياناً لمُشكلاته ، وتِبياناً لمُعضِلاته ، وإيضاحاً لخَفيّاته المستورة مفتاحاً لخَبيئاته المسطورة ، فأجبتُه مع تفرُّق البال وتكثُّر الاشتغال ، متوسِّلاً إلى اللّه ومتوكِّلاً على اللّه.
(إنّ أروى زَهْر)(٢) :
أقول : أراد ـ لورود حديث الابتداء(٣) ووجوبِ الاتّباع(٤) والاقتداء ـ أن ابتدأ كنايةً بعد البَسْملة بحمد اللّه تعالى فمَدَحَ حمد اللّه تعالى؛ لأنّ مَدح الحمد من أفراد الحمد.
وحاصل ما أراد إفادته : أنّ خير الألفاظ لفظ (حمد اللّه) ، وخيرَ المعاني معنى (حمد الله) ، وخيرَ النُّقُوش نقش (حمد الله) ، فعَبَّرَ عن الأوّل بقوله : (إنّ
__________________
(١) هو أبو سعيد سَعْد الدين مسعود بن عمر التَّفتازاني ، المدعوّ بـ : (سَعْد التَّفتازاني) اختصاراً نسبةً إلى تَفتازان التي ولد فيها سنة (٧٢٢ هـ) وهي قرية من نواحي نَسا مدينة بخراسان. برع في العديد من العلوم وصنّف كتباً كثيرة ، فمنها : شرح تصريف الزنجاني ، شرحان على التلخيص مشتهران بالمطوَّل والمختصَر ، شرح الشمسية ، شرح العقائد. توفّي سنة (٧٩٢ هـ) بسَمَرقند. ينظر عنه : الدرر الكامنة ٥ / ١١٩ ـ ١٢٠؛ بغية الوعاة ٢ / ٢٣٧؛ الأعلام ٧ / ٢١٩.
(٢) النصّ : ٢ : «إنّ أروى زَهْر يخْرُج في رياض الكلام من الأكمام وأبهى حِبَر تُحاك ببنان البيان وأسنانِ الأقلام ، حمدُ اللّه سبحانَه وتعالى على تواتُر نَعْمائه الزاهرة وترادُف آلائه المتوافرة المتظاهرة».
(٣) في الأصل : الابتدا. روي عن النبي(صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «كُلُّ أَمْر ذِي بال لايبْدَأُ فِيه بِالْحَمْدِ أَقْطَعُ». سنن ابن ماجة ٢ / ٦٠٥. هذه الرواية وردت بألفاظ مختلفة ، وقد ضعّفها بعض المحقّقين. ينظر : المعجم الكبير ١٩ / ٧٢؛ جمع الجوامع ٥ / ٣٧٤؛ إرواء الغليل ١ / ٣٠ ـ ٣٢.
(٤) في الأصل : الابتاع.