هو واضح ، وأقبح من الجميع ما وقع منهم من أنّ هذا التعيين منهم عليهمالسلام إنّما كان لرفع التنازع والتنافس والتخاصم خصوصاً مع التوظيف لأهلها ولنحو ذلك من المفاسد المترتّبة على عدم التعيين ، ولو تأمّلوا لوجدوا أنّ ذلك دليل الشرطية ، ضرورة أنّ هذا وشبهه من أعظم ما يحتاج الناس فيه إلى الإمام ، بل قد يخشى من الشكّ فيه الشكّ في الإمام والعياذ بالله»(١).
ومنها : ما دلّ على أنّ الجمعة من مناصب الإمامة كالقضاء والحدود ، كقوله عليهالسلام في دعائم الإسلام : «روينا عن علي أنّه قال : لا يصلح الحكم ولا الحدود ولا الجمعة إلاّ للإمام أو من يقيمه الإمام» مُورِداً لذلك بعض الشواهد الأخرى من الروايات ، مُستشهِداً بما جاء في الصحيفة السجّادية في دعاء يوم الجمعة وثاني العيدين في عدّة مواضع منه(٢).
ومنها : ما يفهم من النصوص الواردة في كيفية الصلاة ظهر يوم الجمعة وأنّها مع الإمام ركعتان ومن دونه أربع ركعات ، كموثّق سماعة قال : «سألت أبا عبد الله عن الصلاة يوم الجمعة ، فقال : أمّا مع الإمام فركعتان وأمّا من يصلّي وحده فهي أربع ركعات وإن صلّوا جماعة» من كون المراد من الإمام المذكور فيها هو إمام الأصل أو منصوبه لذلك وليس إمام الجماعة في الصلاة اليومية ، مستشهداً لذلك بما يظهر من بعض الشواهد الأخرى(٣).
__________________
(١) جواهر الكلام ١١ / ٢٧٠.
(٢) جواهر الكلام ١١ / ٢٧١.
(٣) جواهر الكلام ١١ / ٢٧٣.