ينطلق الهنود راجعين إلى بلادهم عن طريق الأحساء فيرافقهم بعض الأحسائيين بعد أن مهّدوا لرحلتهم هذه.
ـ العلاج والاستشفاء : فالهند بلد ذات عراقة حضارية وطبّية قديمة ومقصد للمرضى بغرض الاستشفاء على الطبّ الهندي القديم ، الذي هو متقدّم على العلوم الطبّية في الجزيرة العربية بمراحل عديدة.
وممّا لا نستبعده على الرحلات الأحسائية إلى الهند أن يكون بعض أغراضها الاستفادة من العلوم الطبّية في الهند فيتخلّل هذه الرحلة ممارسة الدور الديني واستثمار الوقت بما هو نافع ومفيد.
هذه مجموعة من الأسباب التي نحتمل أنّها كانت وراء الرحلات العلمية إلى الهند من الأحسائيين.
ومع ذلك لا يمكن الجزم بأنّ كلّ الرحلات الأحسائية إلى الهند كانت موفّقة وكانت محلّ ارتياح لدى العلماء ، وإنّما تجد بعض ملامح التعب النفسي والتذمّر لدى بعضهم ، ممّا يجعلك تميل إلى وجود عبئ نفسي على البعض حيث أنّه ينتظر الفرصة التي يعود فيها إلى وطنه الأحساء محلّ أهله وأحبابه ، ومن هذه النماذج :
ما كتبه شعراً السيّد محمّد بن عبد الحسين آل أبي شبانة في مقارنته بين الأحساء والهند ، فيقول(١) :
مضت في حروب الدهر غاية قوّتي |
|
فأصبحت ذا ضعف عن الكرِّ والفرِّ |
__________________
(١) المشجر الوافي ، مؤسّسة البلاغ ٣ / ٣١٢.