أقول: يفاد ممّا تقدّم أنّ الجزء الثاني من كتاب القواعد قد تمّ نسخاً وقراءةً على الإسترآباديّين قبل الجزء الأوّل منه ؛ لأنّ فضل الله الصائغ أتمّ نسخه وأنهى قراءته في ربيع الثاني سنة (٨١٤هـ)، ثمّ بعد ذاك تمّ نسخ الجزء الأوّل على يد جلال الصائغ في سلخ شعبان سنة (٨١٤هـ)، ثمّ أتمّ فضل الله الصائغ قراءته على الإسترآباديّين في ذي القعدة سنة (٨١٤هـ).
وكذلك يفاد أنّ الأخوين الإسترآباديّين منحا إجازتيهما لفضل الله الصائغ بعد قراءته الجزء الأوّل من القواعد عليهما بتاريخ ٤ ذي القعدة سنة (٨١٤هـ)، وذلك بعد أن قرأ عليهما أوّلا الجزء الثاني بتاريخ ربيع الثاني سنة (٨١٤هـ) ؛ لأنّ تاريخ الإجازتين متّفق مع إنهاء محمّد بن الحسن الإسترآبادي في آخر الجزء الأوّل في اليوم والشهر والسنة، ومتأخّر يوماً واحداً فقط عن تاريخ إنهاء المولى علي الإسترآبادي في آخر الجزء الأوّل.
في حين أنّ تاريخ الإنهاءين في آخر الجزء الثاني متقدّم على تاريخ الإجازتين بمدّة بعيدة، فالفارق الزمني بين إجازة محمّد بن الحسن الإسترآبادي وإنهائه في آخر الجزء الثاني هو ستّة أشهر و١٩ يوماً تقريباً، وهو الفارق بعينه بين إنهاءيه.
والفارق الزمني بين إجازة المولى علي الإسترآبادي وإنهائه في آخر الجزء الثاني هو ستّة أشهر وتسعة أيّام تقريباً، وما بين إنهاءيه هو ستّة أشهر وثمانية أيّام تقريباً، فتنبّه.