اللغة ، وأنواع العلوم ، وأصناف النعوت ، والمعجزات المشار إليها والمذكورة في كتب التفسير وكتب إعجاز القرآن ، يشكّل المعجزة العظمى التي لا يجاريها ولا يباريها أحد.
وهكذا تتهافت أمام عظمة القرآن كلّ الأقاويل والأراجيف ، والترّهات البسابس ، وتتساقط كتساقط قزع الخريف التي تسفو بها الريح أو تصبح كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف.
الإعجاز البياني بين الخالق والمخلوق :
وفي ختام هذا المقال أقول : إنّي ما رأيت هذا الإعجاز إلاّ في كتاب الله وفي كلام أئمّة الهدى المعصومين عليهمالسلام وفي أدعيتهم ؛ فانظر إلى فقرات دعاء كميل «اللهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء» لترى كيف نسجت به تفعيلات المتدارك والمديد والمقتضب وتفعيلتين من الوافر ثمّ تفعيلة من المديد ، وانظر إلى هذه الفقرة منه : «يا سيّدي يامن عليه معوّلي يا من إليه شكوت أحوالي» لترى فيه البحر الكامل ، وانظر إلى دعاء الصباح «اللهمَّ يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلّجه» لترى تفعيلات المتدارك والرمل والوافر والمتقارب ، وكذا «سرّح قطع الليل المظلم» (فعلن فعلن فعلن فعلن) ، ولو دقّقت في حديث الكساء لرأيته مليئاً بتفعيلات بحر الرجز وكذلك الزيارة الجامعة.
انظر إلى حديث الكساء المروي عن جابر عن سيّدة النساء فاطمة