بشعر لأنّ سوره وآياته لم تأت على وزن وقافية ، ولم نر شيئاً منها نُظم نظم الشعر ، فليس للشاعر أن ينظم إلاّ على بحر واحد من بحور الشعر العربي الستّة عشر المعروفة والمعهودة عندنا ، ولم نر آية من آيات الكتاب الحكيم ولا سورة من سوره قد نُظمت على بحر من بحور الشعر العربي مع تظافر تلكم الأوزان والتفعيلات في كتاب الله تبارك وتعالى ؛ ولكن ومن أجل أن نتعرّف على ذلك النظم والوزن الخاصّ الذي تميّز به القرآن الكريم مع ما فيه من فصاحة وبلاغة بلغت الحدّ الأقصى من تفاضل الألفاظ والمعاني لابدّ لنا أن نمرّ على صناعة الشعر عند العرب وتطوّرها بدراسة وقراءة مقتضبة :
ب ـ صناعة الشعر وتطوّرُها :
إنّ الشعر العربي الذي اعتمده العرب وركنوا إليه وأنسوا به أيّما إيناس واهتمّوا به أيّما اهتمام إنّما هو الشعر العمودي الذي يجري رويّه على بحر واحد من بحور الشعر ، وذلك حسب ما يملكه الشاعر من قوّة الملكة الشعرية ، فتجود قريحته بما يختاره وحيه الشعري من تلكم البحور ، هذا هو ما مضت عليه العرب في صناعة الشعر منذ جاهليّتها وحتّى يومنا هذا ، فإنّ أصل الشعر المعتمد في الأدب العربي إنّما هو الشعر العمودي ، ولكن مع مرور السنين والدّهور وتطوّر الأدب في جميع مجالاته وشتّى ضروبه وفنونه قد تطوّر الشعر إلى أنواع من الفنون والصناعات الشعرية مثل : الدوبيت أو الرباعي والتخميس والتشطير والموشّح والشعر الحرّ ، وإذا فتّشنا كتب الأدب