ويحيى وتقدّم أحدهما على الآخر»(١) ، ففي إجابته يعرض الشيخ بعض الأحاديث المتعلّقة بالنبيين الكريمين ، ويدفع التنافي الحاصل بين حديثين بإيراده أحاديث غيرهما أو مضامين للأحاديث ، ويستدلّ بهذه الأحاديث على دفعه التنافي ، وهو أنّ سؤال عيسى وإجابة يحيى وخروجه ، كلّ ذلك في عالم الأرواح أو عالم المثال.
والناظر في هذه الاستدلالات يرى أنّ الشيخ أحمد بن عبد السلام رجل حديث ، يُدعم إجاباته واستدلالاته بالأحاديث.
ولا يمكن تحديد منهج الشيخ هل هو أخباريٌّ أم أصوليّ؟ لأنّ التراجم الموجودة لا تصرح بذلك ، وكذلك نرى في كتاب فهرست علماء البحرين قوله عن السيّد ماجد الصادقي أستاذ الشيخ أحمد بن عبد السلام إنّه «أوّل من نشر علم الحديث في دار العلم شيراز»(٢) ، ويشير محقّق الكتاب في الحاشية إلى أنّ الاعتناء بالحديث ليس مختصّاً بالعلماء ذوي المشرب الأخباريّ ، إذْ إنّ العلماء ذوي المشرب الأصوليّ اهتمّوا بكتب الحديث ، وعلى رأسهم الشيخ البهائي في ذلك العصر(٣).
__________________
(١) الدُّرَر النّجفيّة من الملتَقَطات اليوسفيّة ٣/٣٧٩.
(٢) فهرست علماء البحرين : ١٠٤.
(٣) المصدر السّابق : ١٠٤ في الحاشية ـ بتصرّف.