الروحية عليه وهى أعظم من أبوة النسب. وأبو إسحاق كان فقيها مالكيا من المعدلين ـ أي القائلين بالعدل على الله ـ وكان فوق منزلته العلمية كريما مفضلا على أهل العلم ، وقصته مع الشريف هى دليل الكرم والإفضال من الأستاذ إلى تلميذه. وقد نقل ابن الجوزي من أخباره أكثر ما كتبه عنه صاحب « تاريخ بغداد » الذي يذكر أنه كان حسن المعاشرة ، جميل الأخلاق ، وأن داره كانت مجمع أهل القرآن والحديث.
(٩) ـ أبو الحسن على بن عيسى الربعي كما ذكره الشريف الرضى فى « المجازات النبوية » فى البيان عن المجاز فى حديثه صلىاللهعليهوسلم المتعلق بالزواج بعد الطلاق ثلاثا. والربعي ـ كما يقول السيوطي فى بغية الوعاة ـ أحد أئمة النحويين وحذاقهم الجيدى النظر الدقيقي الفهم والقياس ، وكان تلميذا للسيرافى فى النحو ، ثم رحل إلى شيراز ، فلازم أبا على الفارسي عشر سنين (١) ثم رجع إلى بغداد حيث مات بها سنة ٤٢٠ ه أما أبو الحسن على بن عيسى الرماني ، فلم يكن شيخا للشريف الرضى بالذات وإنما كان شيخه بالواسطة. فقد كان شيخه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي يروى له عنه ـ كما ذكر ذلك الشريف فى « التلخيص » فى سورة ص ـ ولا ندرى لما ذا لم يأخذ الشريف الرضى عن على بن عيسى الرماني مباشرة كما أخذ عن على بن عيسى الربعي ؟ وكلاهما معاصر له ؟ .
(١٠) ـ سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي ، ولم يذكره الأستاذ الشيخ عبد الحسين أحمد الأمينى النجفي فى ثبت أساتذة الشريف ، ولعله سها عنه ، ولكن
__________________
(١) هذه رواية السيوطي فى « البغية » ، ويذكر ابن الجوزي فى المنتظم ج ٨ ص ٤٦ أنها عشرون سنة.