الكلام عندنا فى حسان
متعلق بوقت مخصوص ، وهو زمن النبي صلىاللهعليهوآله
، فأما حين ظاهر أمير المؤمنين عليهالسلام
بعداوته ، ورماه بمعاريض القول فى أشعاره ، فقد خرج من أن يكون حجازا بين الإيمان
والنفاق ، وتحيز إلى جانب النقمة والضلال ]
.
ولو أن الشريف الرضى ـ رضى الله عنه ـ
كان من أنصار التعصّب لوجد فى « تلخيص البيان » و « المجازات النبوية » مجالا
فسيحا للتعبير عن تعصبه ، والتنفيس عن صدره ـ لو كان ضائق الصدر ـ ولكنه كان أسمح
من أن يثير مغمزا ، أو يوقظ نائمة ، إلا ما كان من اتهامه حسان بن ثابت ـ رضى الله
عنه ـ بالتحيز إلى جانب النقمة والضلال.
أساتذة الشريف الرضى
رأينا من علاقة الشريف الرضى ببعض
أساتذته وشيوخه ما جعل أستاذه الفقيه المالكي أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري
ينحله دارا له ، فيمتنع الشريف ، لأنه لم يقبل من غير أبيه شيئا ، ولكن الشيخ يدخل
إليه من باب الأبوة الروحية العلمية فيقول له : حقى عليك أعظم من حق أبيك ، فيقبل
الشريف المنحة.
والحق أننا نجد من بر الشريف الرضى
بشيوخه ، وإشادته بذكرهم ، والدعاء لهم فى مصنفاته ، ما يحمل الدلالة على صفة
العرفان بالجميل ، والقدر للمعروف ، وشدة الحفاظ للصنيع.
ولقد جمله الله بالأدب النبوي ، والخلق
العلوي فيما يتصل بأساتذته ، فلا يذكرهم
__________________