والفلق أيضا من أسماء الدواهي. واحدها فلقة وفليقة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴾ [٢٣] وهذه استعارة. والمراد بها ما يسرّون فى قلوبهم ، ويكنّون فى صدورهم.
يقول : القائل أوعيت هذا الأمر فى قلبى. أي جعلته فيه كما يجعل الزاد فى وعائه ، ويضمّ المتاع فى عيابه ، فالقلوب أوعية لما يجعل فيها من خير أو شر ، وعلم أو جهل ، أو باطل أو حق.
سورة « الطارق »
وقوله سبحانه : ﴿ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴾ [ ١ ، ٢ ] وهذه استعارة. لأن الطارق هاهنا كناية عن النجم. فحقيقة الطارق هو الإنسان الذي يطرق ليلا. فلما كان النجم لا يظهر إلا فى حال الليل حسن أن يسمّى طارقا. وأصل الطّرق : الدقّ. ومنه المطرقة. قالوا : وإنما سمّى الآتي بالليل طارقا ، لأنه يأتى فى وقت يحتاج فيه إلى الدق أو ما يقوم مقامه للتنبيه على طروقه ، والإيذان بوروده.
وقوله سبحانه : ﴿ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ، يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴾ [ ٦ ، ٧ ] وهذه استعارة. وحقيقة هذا الماء أنه مدفوق لا دافق. ولكنه خرج على مثل قولهم : سرّ كاتم ، وليل نائم. وقد مضت لهذه الآية نظائر كثيرة.
وعندى فى ذلك وجه آخر ، وهو أن هذا الماء لما كان فى العاقبة يؤول إلى أن يخرج منه الإنسان المتصرف ، والقادر المميز ، جاز أن يقوى أمره فيوصف بصفة الفاعل لا صفة