ومن حم عسق
وهى السورة التي يذكر فيها « الشورى »
قوله تعالى : ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [١٣] وهذه استعارة. والمراد بإقامة الدين إعلان شعاره ، وإعلاء مناره ، والدوام على اعتقاده ، والثبات على العمل بواجباته.
وقد مضى الكلام على نظائر هذه الاستعارة فيما تقدم.
وقوله سبحانه : ﴿ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ [١٦] وهذه استعارة. والدحض : الزّلق. فكأنه تعالى قال : حجتهم ضعيفة غير ثابتة ، وزالّة غير متماسكة ، كالواطئ الذي تضعف قدمه فيزلق عن مستوى الأرض ، ولا يستمر على الوطء. وداحضة هاهنا بمعنى مدحوضة. وإذا نسب الفعل إليها فى الدحوض كان أبلغ فى ضعف سنادها ، وو هاء عمادها. فكأنها هى المبطلة لنفسها من غير مبطل أبطلها ، لظهور أعلام الكذب فيها ، وقيام شواهد التهافت عليها. وأطلق تعالى اسم الحجة عليها وهى شبهة ، لاعتقاد المدلى بها أنها حجة ، وتسميته لها بذلك فى حال النزاع والمناقلة.
وأيضا فإن المتكلم بها لما أوردها مورد الحجة ، وأسلكها طريقها ، وأقامها مقامها ، جاز أن يطلق عليها اسمها.
وقوله سبحانه : ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ، وَمَن