وقيل : الهضيم اللطيف. وذلك أبلغ فى صفة الطّلع الذي يراد للأكل. وذلك مأخوذ من قولهم : فلان هضيم الحشا. أي لطيف البطن. وأصله النقصان من الشيء. كأنه نقص من انتفاخ بطنه ، فلطفت معاقد خصره. ومنه قوله تعالى : ﴿ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾ (١) أي نقصا وثلما.
وقيل الهضيم الذي قد أينع وبلغ. وقيل أيضا هو الذي إذا مسّ تهافت من كثرة مائه ، ورطوبة (٢) أجزائه.
والقولان الأخيران يخرجان الكلام عن حد الاستعارة.
وقوله تعالى : ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ [٢١٩] وهذه استعارة. وليس هناك تقلّب منه على الحقيقة. وإنما المراد به تقلّب أحواله بين المصلّين وتصرّفه فيهم بالركوع والسجود ، والقيام والقعود. وذهب بعض علماء الشيعة فى تأويل هذه الآية مذهبا آخر ، فقال : المراد بذلك تقلّب الرسول صلىاللهعليهوسلم فى أصلاب الآباء المؤمنين. واستدل بذلك على أن آباءه (٣) إلى آدم عليهالسلام مسلمون ، لم تختلجهم خوالج الشرك ، ولم تضرب فيهم أعراق الكفر ، تكريما له عليهالسلام عن أن يجرى إلا فى منزهات الأصلاب ، ومطهّرات الأرحام. وهذا الوجه يخرج به الكلام عن أن يكون مستعارا.
وقوله سبحانه : ﴿ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾ [٢٢٣] وهذه استعارة على أحد التأويلين. وهو أن يكون المراد بها أنهم يشغلون أسماعهم ، ويديمون إصغاءهم ليسمعوا من أخبار السماء ما يموّهون به على الضّلّال من أهل الأرض ، وهم عن السمع
__________________
(١) سورة طه. الآية رقم ١١٢
(٢) فى الأصل : « ولطوته » وهو تحريف والرطوبة مناسبة هنا لكثرة الماء.
(٣) فى الأصل : « أباه » بالمفرد وهو تحريف بدليل قوله بعد ذلك : مسلمون.