برىء من كل مسلم مع مشرك. قيل : ولم يا رسول الله ؟ .... (١) لا تراءى ناراهما. وقد استقصينا الكلام على معنى هذا الخبر فى كتاب « مجازات الآثار النبوية » .
وقوله سبحانه ﴿ فَافْتَحْ بَيْنِي (٢) وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا ، وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [١١٨] وهذه استعارة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ فاحكم بيننا وبينهم حكما (٣) قاطعا ، وأمرا فاصلا : بفتح الباب المبهم بعد ما استصعب رتاجه ، وأعضل علاجه.
ويقال للحاكم : الفتّاح ، لأنه يفتح وجه الأمر بعد اشتباهه واستبهام أبوابه. وقال تعالى : ﴿ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ﴾ (٤) وقال بعض بنى ذهل بن زيد بن نهد (٥) :
و عمّى الّذى كانت فتاحة (٦) قومه |
|
إلى بيته حتّى يجهّز غاديا |
أي كان الحكم بين قومه فيه وفى أهل بيته إلى حين وفاته. وقال فتاحة قومه بكسر الفاء ، لأنها فى معنى الولاية والزعامة وما يجرى مجراهما.
وقوله سبحانه : ﴿ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾ [١٤٨] وهذه استعارة. والمراد بالهضيم هاهنا على بعض الأقوال ـ والله أعلم ـ الذي قد ضمن (٧) بدخول بعضه فى بعض ، فكأنّ بعضه هضم بعضا لفرط تكاثفه ، وشدة تشابكه.
__________________
(١) هنا نقص. وقد ذكرنا نص الحديث كاملا فى أول سورة الفرقان.
(٢) فى الأصل « بيننا » وهو تحريف من الناسخ.
(٣) مطموسة بالأصل. والسياق يدل عليها.
(٤) سورة سبأ. الآية رقم ٢٦.
(٥) لم أهتد إلى اسم هذا الشاعر.
(٦) وفى « اللسان » الفتاحة بالضم : الحكم ، والفتاحة والفتاحة أن تحكم بين خصمين. والفتاحة : الحكومة. قال الأشعر الجعفي :
ألا من مبلغ عمرا رسولا |
|
فإنى عن فتاحتكم غنى |
والفتاح : الحاكم. وأهل اليمن يقولون للقاضى : الفتاح.
(٧) هكذا بالأصل. ولعلها. ضم.