قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تلخيص البيان في مجازات القرآن

    تلخيص البيان في مجازات القرآن

    تلخيص البيان في مجازات القرآن

    تحمیل

    تلخيص البيان في مجازات القرآن

    132/463
    *

    وتشكوا بعد يقينكم ، فتكونوا كالمقهقر (١) الراجع ، والمتقاعس الناكص.

    وقوله تعالى : ﴿ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ [٣٠] وهذه استعارة. والمراد : سولت له وقربت عليه نفسه ففعل. وطوّعت فعّلت. من الطوع. أي سهلت نفسه عليه ذلك ، حتى أتاه طوعا ، وانقاد إليه سمحا.

    وقوله تعالى : ﴿ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا [٣٢] وأحياها هنا استعارة. لأن إحياء (٢) النفس بعد موتها لا يفعله إلا الله تعالى. وإنما المراد : من استبقاها وقد استحقت القتل ، واستنقذها وقد أشرفت على الموت. فجعل سبحانه فاعل ذلك بها كمحييها بعد موتها. إذ كان الاستنقاذ من الموت كالإحياء بعد الموت.

    وقوله سبحانه : ﴿ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ [٤١] وهذه استعارة. لأن صفة الإيمان والكفر إنما يوصف بها الإنسان دون القلب. والمراد : أنهم آمنوا بالظواهر ، وكفروا بالبواطن.

    قوله سبحانه (٣) : ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ [٤٨] . وهذه استعارة. وقد تقدم مثلها .. والمعنى : مصدقا بما سلف قبله من الكتاب الذي هو الإنجيل الصحيح. واستعير ذكر اليدين هاهنا ، كما يقول القائل إذا سأله غيره عن راكب مرّ به : هو بين يديك. أي قد سار أمامك. ومهيمنا عليه : أي شاهدا عليه. فهذه أيضا استعارة أخرى. والمراد : أن ما فى هذا الكتاب من وضوح الدلالة يقوم مقام النطق بصحة الشهادة.

    __________________

    (١) هكذا بالأصل « ولعلها كالمتقهقر » .

    (٢) بالأصل « إحيا » بحذف همزة الممدود.

    (٣) هكذا بالأصل بدون واو. والصواب « وقوله » بالواو عطفا على ما قبلها من الاستعارات.