وقوله تعالى : ﴿ ضُرِبَتْ (١) عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا، إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ، وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ، وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ﴾ [١١٢] وقد مضى الكلام على مثل ذلك فى « البقرة » فلا معنى لإعادته.
وقوله تعالى : ﴿ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [١٢٧] أي ينقص عددا من أعدادهم ، فيوهن عضدا من أعضادهم. وهذا من محض الاستعارة.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ ، فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴾ [١٤٣] وهذه استعارة ، لأن الموت لا يلقى (٢) ولا يرى. وإنما أراد سبحانه رؤية أسبابه ، من صدق مصاع (٣) ، وتتابع قراع. أو رؤية آلاته ، كالرماح المشرعة والسيوف المخترطة.
وقوله سبحانه : ﴿ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ﴾ [١٤٤] وهذه استعارة. والمراد بها الرجوع عن دينه ، والتقاعس عن اتّباع طريقه. فشبّه سبحانه الرجوع فى الارتياب ، بالرجوع على الأعقاب.
وقوله سبحانه : ﴿ وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى ﴾ [١٥٦] وهذه استعارة. لأن الضرب هاهنا عبارة عن الإنجاد فى السير ، والإيغال فى الأرض ، تشبيها للخابط فى البر بالسابح فى البحر ، لأنه يضرب بأطرافه فى غمرة الماء شقّا (٤) لها ، واستعانة على قطعها.
__________________
(١) فى أصل المخطوط « وضربت » بالواو. وهو تحريف فى النسخ ، وصحة الآية « ضربت ... » بغير واو.
(٢) فى الأصل « لا تلقى » بالتاء وهو تحريف من الناسخ : والصواب ما أثبتناه.
(٣) المصاع : مصدر ماصع : أي قاتل وجالد.
(٤) فى الأصل « سعا » بدون إعجام. والسابح فى الماء يضربه ليشق طريقه فيه.