وقوله سبحانه : ﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [٧٣] وهذه استعارة. والمراد بها إما سعة عطائه ، وعظيم إحسانه ، أو اتساع طرق علمه ، وانفساح أقطار سلطانه وعزه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... ﴾ الآية [٧٧] وهذه استعارة. وحقيقتها : ولا يرحمهمالله يوم القيامة. كما يقول القائل لغيره إذا استرحمه : انظر إلىّ نظرة. لأن حقيقة النظر تقليب العين الصحيحة فى جهة المرئي التماسا لرؤيته. وهذا لا يصح إلا على الأجسام ، ومن يدرك بالحواس ، ويوصف بالحدود والأقطار. وقد تعالى الله سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.
وقوله تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ﴾ [١٠٣] وهذه استعارة. ومعناها : تمسكوا بأمر الله لكم ، وعهده إليكم. والحبال : العهود ، فى كلام العرب. وإنما سميت بذلك لأن المتعلق بها ينجو مما يخافه ، كالمتشبث بالحبل إذا وقع فى غمرة ، أو ارتكس فى هوة. فالعهود يستأمن بها من المخاوف ، والحبال يستنقذ بها من المتالف. فلذلك وقع التشابه بينهما.
وقوله تعالى : ﴿ وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ﴾ [١٠٣] . وهذه استعارة. لأنه تعالى شبّه المشفى ـ بسوء عمله ـ على دخول النار ، بالمشفي ـ لزلة قدمه ـ على الوقوع فى النار.
وقوله سبحانه : ﴿ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [١٠٩] على قراءة من قرأ بفتح التاء وكسر الجيم. وهذه استعارة. والمراد بها أن الأشياء كلها تنتهى إلى أن تزول عنها أيدى المالكين والمدبّرين ، ويخلص ملكها وتدبيرها لرب العالمين.