ومن السورة التي يذكر فيها « آل عمران »
قوله تعالى : ﴿ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [٧] . وهذه استعارة. والمراد بها أن هذه الآيات جماع الكتاب وأصله. فهى بمنزلة الأم ، وكان سائر الكتاب يتبعها ويتعلق بها ، كما يتبع الولد آثار أمه ، ويفزع إليها فى مهمّه.
وقوله تعالى : ﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ﴾ [٧] . وهذه استعارة. والمراد بها المتمكنون فى العلم ، تشبيها برسوخ الشيء الثقيل فى الأرض الخوّانة. وهو أبلغ من قوله : والثابتون فى العلم.
وقوله تعالى : ﴿ وَتُحْشَرُونَ ﴾ (١) ﴿ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [١٢] وهذه استعارة. والمعنى : بئس ما يمتهد ويفرش. ونظيره قوله ﴿ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً ﴾ ، وقوله سبحانه : ﴿ وَبِئْسَ الْقَرارُ ﴾ .
وقوله تعالى : ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [٢٢] وهذه استعارة ، والمراد فسدت أعمالهم فبطلت. وذلك مأخوذ من الحبط ، وهو داء ترم له أجواف الإبل ، فيكون سبب هلاكها ، وانقطاع آكالها.
__________________
(١) فى الأصل « ويحشرون » بياء الغائبين لا بتاء المخاطبين كما هو الصواب فى القراءة عن ابن عباس التي رواها عكرمة وسعيد بن جبير. وفى رواية أبى صالح أن اليهود لما فرحوا بما أصاب المسلمين يوم أحد نزلت الآية : ( قل للذين كفروا سيغلبون ويحشرون إلى جهنم وبئس المهاد ) يعنى قريشا. وهى قراءة نافع.