الصدر ، فى مختارات من الشعر » فهو غير دقيق تمام الدقة ، لأن انشراح الصدر هذا ليس إلا منتخبات من شعر الشريف الرضى ، اختارها بعض الأدباء كما يذكر حاجى خليفة فى « كشف الظنون (١) » وهو يتحدث عن ديوان الشريف الرضى.
استقلال شخصية الشريف فى النقد
يبدو الشريف الرضى فى مصنفاته التي وقعت لنا بادى الشخصية ، ظاهر الاستقلال فى الرأى ، والاعتداد بالفكر. فهو لا يقبل المسائل قضايا مسلمة وأمورا منتهية ، ولكنه يناقشها ويعلق عليها ، ويبدى فيها صريح الرأى ، ويبين إذا كانت قريبة من العقل ، أو بعيدة عن القبول ، أو دانية من اعتساف القول.
وقد لاحظنا ذلك فى مواطن كثيرة من كتابيه « المجازات النبوية » و « تلخيص البيان فى مجازات القرآن » فإن استقلال شخصيته النقدية يبدو شيئا يلفت النظر فى هذين الكتابين ، إلى حد لا يجوز إغفاله فى معرض الحديث عن الشريف الرضى.
والشواهد على ذلك لا تعوزنا فى « المجازات » و « التلخيص » ، فهى منا على أطراف الثمام.
يقول المؤلف فى مجازات قوله تعالى : ﴿ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ ﴾ إن الأيدى ـ على بعض التأويلات ـ معناها الحجج والبينات التي جاء بها الرسل ، ويكون معنى الآية على هذا التأويل أن الكفار ردوا حجج الأنبياء من حيث
__________________
(١) ج ١ ص ٥١٣