شعره ، وتستملح الكبراء ببنات طبعه ، وتستخف الأدباء أرواح نظمه ، ويحتمل المحتشمون فرط رقته وقذعه (١) ) ولعل الثعالبي كان يقصد بالمحتشمين الشريف الرضى وأضرابه ممن تجلهم أقدارهم وأحسابهم عن النزول إلى المجون. ولكن شعر ابن الحجاج لم يكن سخيفا كله ، ولا ماجنا كله ، فله قطع رائعة خالية من الفحش المفرط ، كانت تسر النفس وتعيد الأنس ـ كما يقول صاحب يتيمة الدهر ـ ولعل هذه القطع هى التي اختارها الشريف الرضى فيما اختار.
(٩) ـ وله « كتاب رسائله » الذي جمعه أبو إسحاق الصابي وكان معاصرا له ، وقد ذكر ذلك ابن النديم فى « الفهرست (٢) » . وهذا الكتاب مطوى فى أحناء الغيب ، ولعل الأيام لو كشفت عنه النقاب ، وأزالت عنه الحجاب تدلنا على ذخيرة أدبية رائعة فى فن الرسائل ، الذي لم يقلّ فيه الشريف الرضى عن أمراء الرسائل فى عصره ، من أمثال الصاحب والصابي والخوارزمي وغيرهم.
(١٠) ـ أخبار قضاة بغداد. وقد ذكره له ابن عنبسة الحسنى الداودي المتوفى سنة ٨٢٩ ه ولا نعرف عنه شيئا ، وذكره صاحب « الغدير » فى ثبت مؤلفاته.
(١١) ـ سيرة والده. وهو مما ذكره الحسنى فى « عمدة الطالب ، فى مناقب آل أبى طالب » ويقول العلامة الشيخ عبد الحسين أحمد الأمينى النجفي : إن هذا الكتاب ألفه الشريف الرضى سنة ٣٧٩ ه ، أي قبل وفاة والده بواحد وعشرين عاما.
(١٢) ـ أما ما ذكره المؤرخ جورجى زيدان من أن للشريف الرضى كتاب « انشراح
__________________
(١) يتيمة الدهر ج ٣ ص ٢٥.
(٢) الفهرست ص ١٩٤.