عن حرصهِ الشديد وتطلّعه إلى إلتقاط كلِّ شاردة وواردة حول هذهِ الواقعة.
وكما حاول أبو مخنف أن يُحيط بأدقِّ تفاصيل أحداث ووقائع كربلاء ، فقد حاول ـ أيضاً ـ أن يستند في عملهِ إلى المنابع الأُولى المتمثّلة في الرواة الأوائل الذين عايشوا الأحداث وباشروها ، كعقبة بن سمعان(١) مولى الرباب(٢) زوجة الإمام الحُسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، ودلهم بنت عمرو زوجة زهير بن القَين(٣) ، وجعفر بن حذيفة الطائي(٤) ، وعقبة بن أبي
__________________
(١) هو : مولى الرباب بنت امرئ القيس الكلبية زوجة الإمام الحُسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، وقد صاحب الحُسين عليهالسلام من المدينة المنوّرة إلى مكَّة المكرّمة ومن مكَّة المكرّمة إلى كربلاء ، ولم يُفارقه حتَّى قُتِل عليهالسلام ، ولكنّه لم يوفَّق لنيل الشهادة بين يدي الإمام الحُسين عليهالسلام ، ولم يكن له دورٌ قتالي أصلاً. وبعد انتهاء المعركة وقع في الأسر ، فعرضوه على ابن سعد ، فقال له : ما أنت؟ قال : أنا عبدٌ مملوك. فخلَّى سبيله ، وأصبح بعد ذلك من رواة واقعة الطَّف. وقد حرص أبو مخنف على الاتّصال بهِ والأخذ منه. هذا ما استفدناه من مواضع عدَّة من : تاريخ الرُسُل والملوك ٥/٣٥١ ، ٣٨٣ ، ٣٨٥ ، ٤٠٢ ، ٤٠٧ ، ٤١٣ ، ٤٢٦ ، ٤٥٤.
(٢) هي : الرباب بنت امرئ القيس بن عدي (ت٦٢هـ/٦٨١م) ، زوجة الإمام الحُسين السبط الشهيد عليهالسلام. كانت معه في وقعة كربلاء ، ولمّا قُتل جيء بها مع السبايا إلى الشام. ثمَّ عادت إلى المدينة فخطبها بعض الأشراف من قريش ، فأبت. وبقيت بعد الحُسين سنة لم يُظلها سقف بيت حتَّى بليت وماتت كمداً. وكانت شاعرة ، لها رثاء في الحسين. يُنظر : كتاب المَحبَر : ٣٩٦ ـ ٣٩٧ ؛ أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام : ١/٤٣٨ ـ ٤٣٩ ؛ أعلام الزركلي ٣/١٣.
(٣) روى عنها أبو مخنف خبراً واحداً حول التحاق زوجها زهير بالإمام الحُسين عليهالسلام ، وهو يرويه عنها مباشرةً. يُنظر : تاريخ الرُسُل والملوك ٥/٣٩٦.
(٤) تاريخ الرُسُل والملوك ٥/٨ ، ٣٠ ، ١٧٤ ، ١٨١ ، ٣٧٥. وهو : جعفر بن حذيفة من