ومن أجل ذلك كثرت الصيحات والمناداة للعمل
على إعادة قراءة تاريخنا وتمييز الأصيل من الدخيل ، وعلى ضرورة نقد الروايات وتمحيصها
على منهج علمي أصيل.
لعلّ خير ما يوفّق إليه الإنسان الباحث عن
الحقيقة والمعرفة في بطون المصادر والمخطوطات القديمة ، دراسة تاريخ العترة الطاهرة
من أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة عليهم الصلاة والسلام. ونحن هنا في محاولة نقدّم
دراسة متواضعة للبحث والتحليل في مرويّات نهضة الإمام الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهالسلام (٤ـ٦١هـ/٦٢٦ـ٦٨٠م) التي
وقعت مُجرياتها على الأرض المباركة أرض واقعة الطفّ المفجعة على مرِّ السنين. تلك الأرض
التي باركها الله سبحانه وتعالى بنزيف من دماء شهداء الطفّ ، تلك الدماء الزكية دماء
الحسين عليهالسلامودماء
الشباب من أبنائه وآل بيته الأطهار ودماء باقة من أصحابه الميامين الأبطال الذين فازوا
بالجنّة والذين اختلطت دماؤهم مع دماء أهل البيت على ثرى المعركة الدموية ، فضحّوا
بأنفس ما لديهم ، أرواحهم الطاهرة ، تعبيراً عن الفداء والوفاء والنُبل والشهامة بين
يدي أبي عبد الله رضوان الله عليهم ، إذ نالوا السعادة الأبدية والشرف العظيم وقرب
المنزلة عند الله في سبيل إصلاح أمّة محمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله)بعد أن دنّسها
الحكّام العتاة القتلة ، قتلة أئمّة أهل البيت الأطهار عليهمالسلام الحكّام المغتصبون للسلطة
الشرعية من أصحابها الشرعيّين المباركين. فسلام على الحُسين وعلى الأرواح التي
__________________