يتسابقون في النظم عليه ، ويكون بالاعتماد على القيمة العددية لكلّ حرف.
ولعلّ أوائل تسجيل التاريخ شعراً كان في بداية القرن التاسع الهجري ، أو العاشر(١) ، ويعبّر عن المقدرة والتحكّم في الأداء الشعري.
وقد سبقه الشيخ علي البازي (ت ١٣٨٧هـ) فنظم ديواناً يحمل اسم (أدب التاريخ) ، ورثاه السيّد علي الهاشمي بقوله :
مَنْ كانَ للتاريخِ ينظمُهُ |
|
مِنْ غَيرِ تَكلِيف وَإيعَازِ |
زُملاؤُهُ صَارتْ تؤرِّخُهُ |
|
(ولقد فقدنا شيخنا البازي) |
وكثير من معاصريه نظموا في هذا اللون من الشّعر ، ومنهم الشيخ كاظم آل نوح (ت ١٣٧٦هـ).
وأشهر مَن كتب في هذا اللون من النظم هو الشيخ جعفر النقدي (ت ١٣٧٠هـ) في رسالته (ضبط التاريخ بالأحرف)(٢) ، ثمّ السيّد رضا الهندي (ت ١٣٦٢هـ) في رسالته (سبيكة العسجد في التاريخ بأبجد)(٣) ، وكذلك كتب السيّد حسين الصدر بحثاً بعنوان (فنّ التاريخ الشعري ، نصوص ورجال)(٤) ،
__________________
(١) الذريعة ١٩/٢٣.
(٢) طبعت الرسالة منجمة بمجلّة (الغري) سنة (١٣٦١هـ/١٩٤٢م) ، ثمّ في مجلّة (العرفان) اللبنانية سنة (١٣٦٦هـ/١٩٤٦م) ، وأعيدت في مجلّة (الثريّا) التونسية في السنة نفسها ، وأعاد نشرها د. كامل سلمان الجبوري في مقدّمة تحقيقه (أدب التاريخ في شعر السيّد محمّد حسن الطالقانيّ) في دمشق (٢٠١٠م).
(٣) الذريعة ١٢/١٣٦.
(٤) مجلّة (البلاغ) ، السنة الأولى.