ـ المقام ليس المراد منه الامكان الذاتى الذى فى مقابل الامتناع الذاتى لوضوح ان التعبد بالظن ليس من الامور التى يحكم العقل بمجرد تصوره ولحاظه باستحالته كاجتماع النقيضين والضدين وهكذا ليس المراد منه الامكان الاحتمالى الذى هو المراد من قول الشيخ الرئيس كلما قرع سمعك فذره فى بقعة الامكان ما لم يذدك عنه ساطع البرهان لوضوح ان الامكان الاحتمالى امر تكوينى غير قابل للنزاع. وانما المراد ايّها الطالب حقيقة المرام من الامكان المبحوث عنه فى المقام بين المشهور وابن قبة هو الامكان الوقوعى والامتناع الوقوعى فالمشهور ومنهم الشيخ قدسسره ادّعوا الامكان الوقوعى بخلاف محمّد بن عبد الرحمن بن قبة (متكلم عظيم القدر والمنزلة كان من اعاظم المعتزلة ثم تبصر بعون الله الملك العلام) فانه ادّعى الامتناع الوقوعى للمحذورات التى يأتى ذكرها عن قريب وقد عبر بعض عن الامكان الذاتى بالامكان التكوينى وعن الامكان الوقوعى بالامكان التشريعى حيث قال ان المراد من الامكان المبحوث عنه فى المقام هو الامكان التشريعى بمعنى ان التعبد بالامارة هل يلزم منه محذور فى عالم التشريع ام لا وليس المراد منه الامكان التكوينى المختص بالامور الخارجية حتى يبحث فى ان الاصل العقلائى هل هو الحكم بالامكان حتى يثبت الامتناع ام لا كما هو واضح.