أهل البيت عليهالسلام في الحديث وبين رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فحديثهم متّصل برسول الله صلىاللهعليهوآله ورسول الله بالوحي الصادق الأمين.
قال الجاحظ في وصف بني هاشم :
فالعرب كالبدن وقريش روحها ، وبنو هاشم سرّها ولُبُّها وموضع غاية الدين والدنيا منها ، وبنو هاشم ملح الأرض ، وزينة الدنيا ، وحلى العالم ، والسنام الأضخم ، والكاهل الأعظم ، ولباب كلّ جوهر كريم ، وسرُّ كلّ عنصر شريف ، والطينة البيضاء ، والمغرسُ المبارك ، والنصاب الوثيق ، ومعدن الفهم ، وينبوع العلم ، وثهلان ذو الهضاب في الحلم ، والسيف الحسام في العزم مع الأناة والحزم ، والصفح عن الجرم ، والقصد عند المعرفة ، والعفو بعد المقدرة ، وهم الأنفُ المقدّم ، والسنام الأكرم ، وكالماء الذي لا ينجّسه شيء ، وكالشمس التي لا تخفى بكلّ مكان ، وكالذهب لا يُعرفُ بالنقصان ، وكالنجم للحيران ، والماء البارد للظمآن ، ومنهم الثقلان ، والشهيدان ، والأطيبان ، والسبطان ، وأسد الله ، وذو الجناحَين ، وذو قرنيها ، وسيّد الوادي ، وساقي الحجيج ، وحليم البطحاء ، والبحر ، والحبر ، والأنصار أنصارهم ، والمهاجرون من هاجر إليهم أو معهم ، والصدِّيق مَنْ صدّقهم ، والفاروق مَنْ فرّق بين الحقّ والباطل فيهم ، والحواريُّ حواريّهم ، وذو الشهادتين؛ لأنّه شهِدَ لهم ، ولا خير إلاّ لهم ، أو فيهم ، أو معهم ، أو يضاف إليهم ، وكيف لا يكونون كذلك ومنهم رسولُ ربّ العالمين ، وإمام الأوّلين والآخرين ، ونجيب المرسلين ، وخاتم النبيّين ، الذي لم يتمّ لنبي نُبوّة إلاّ بعد التصديق به والبشارة بمجيئه ، الذي عمّ برسالته ما بين الخافقين (١) .
وقال أيضاً :
__________________
(١) زهرة الآداب وثمرة الألباب ١ : ٩٧.