أهل الفضل والإحسان ، وتلاوة القرآن ، ونبعة الإيمان ، وصوّام شهر رمضان ، ولهم كلام يعرضُ في حَلى البيان ، وينقشُ في فصّ الزمان ، ويحفظُ على وجه الدهر ، ويَفضحُ قلائد الدُّر ، ويُخجِل نور الشمس والبدر ، ولِمَ لا يطؤون ذيول البلاغة ، ويجرُّون فضول البراعة وأبوهم الرسول واُمّهم البتول وكلّهم قد غُذِي بدَرّ الحِكَم ، ورُبِّي في حِجر العلم.
نَمَتْهُ القرانين من هاشم بارد |
|
إلى النسب الأصرح الأوضحِ |
وإلى نبعة فرعها في السماء |
|
ومَغرِسُها في ذُرَى الأبطحِ (١) |
السنّة النبويّة بين الآراء والمذاهب :
اختلف الباحثون في تدوين سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله زمن حياته ، فمنهم من قال بتدوين السنّة الشريفة في عهده صلىاللهعليهوآله ، فعن الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر : لقد وقر في أذهان الناس بصورة راسخة أنّ السنّة لم تدوّن إلاّ في القرن الثاني ، ومن أجل اقتلاع هذه الفكرة الخاطئة أطلنا في نقل بعض النصوص التي تُثبت الحقيقة وهي : أنّ السنّة دوّنت في القرن الأوّل في عهد الرسول صلىاللهعليهوآله (٢) .
وعن بعض آخر : وردت أحاديث كثيرة عن عدد من الصحابة تبلغ بمجموعها رتبة التواتر في إثبات وقوع الكتابة للحديث النبوي في عهده صلىاللهعليهوآله (٣) ، وأقوال اُخر من هذا القبيل.
وهذا القول ليس بعيداً عن الصواب فقد دوّنت السنّة في هذه الفترة ،
__________________
(١) زهرة الآداب وثمرة الألباب ١ : ٩٤ ـ ٩٥. والقرانين ، أي : الأوائل.
(٢) السنّة في مكانتها وفي تاريخها : ٤٨.
(٣) منهج النقد في علوم الحديث. نور الدين عتر : ٤٠.