ملازمة أهل البيت عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآله :
لا يخفى على أحد مدى اتّصال أهل البيت عليهالسلام برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ففاطمة الزهراء عليهاالسلام أُمّهم بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي بن أبي طالبعليهماالسلامأبوهم عاشا كلّ لحظة من لحظات حياتهما مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فهذا علي ابن أبي طالب عاش جنباً إلى جنب مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في سلّمه وحربه وحلّه وترحاله ، وفاطمة الزهراء عليهاالسلام بنت رسول الرحمة الوحيدة ، كيف تراه ينفصل عنها ، أو تنفصل عنه وهو القائل ما معناه أنّ الزهراء عليهاالسلام ريحانة من رياحين الجنّة أشمّها (١) ؟! وسبطاه الحسن والحسين ريحانتاه من الدنيا (٢) .فتعلّموا من رسول الله صلىاللهعليهوآله كلّ صغيرة وكبيرة من أحكام الشريعة ، واجبها ومندوبها ، حرامها ومكروهها ، ومباحها ، وحفظوه واستوعبوه ، ومع كلّ ذلك فقد علَّم رسول الله صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب ألف باب من العلم ينفتح له من كلّ باب له ألف باب (٣) ، بل ورّثه علمه وحكمته ، فهوباب مدينة علم رسول الله صلىاللهعليهوآله (٤) ، والمسلمون وإن اختلفوا في ميراث المال من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لكن الكلّ متّفق أنّه ورَّثه علمه والحكمة وفصل الخطاب علي بن أبي طالب عليهالسلام . وتوارث الأئمّة من أهل البيت عليهالسلام العلم الذي و رثوه وحفظوه من جدّهم الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلّموه أتباعهم وأبناء مدرستهم ، فلم تكن هناك فجوة زمنية بين مدرسة
__________________
(١) اُنظر : معاني الأخبار : ٣٩٦ ضمن ح ٥٣ ، علل الشرائع ١ : ٣٥٢ / ١ ، دلائل الإمامة للطبري : ١٤٦ .
(٢) الكافي ٦ : ٢ ، باب فضل الولد الحديث ١.
(٣) بصائر الدرجات : ٣٢٥ / ١١ و٣٧٨ / ١٤ ، الخصال : ٥٧٢ و٦٧٣.
(٤) اُنظر : فتح الملك العلي بصحة حديث : «باب مدينة العلم علي».