دجلة بحيث أصبح الناس يأكلون لحوم الكلاب ، كما ذكر ذلك ابن الجوزي في المنتظم ، بالإضافة إلى حوادث الكرخ بين الشيعة والسُّنّة (١) .
كلّ هذا مهّد للشيخ الصدوق التجوّل في البلاد لجمع الحديث ونشره في آن واحد ، فكان الجهاد العلمي للشيخ الصدوق رحمهالله ، وكانت رحلات الشيخ الصدوق في طلب الحديث ونشره ، وهي : سيرة السلف الصالح ، التي كانت قائمة على شدّ الرحال لطلب الحديث ولسماعه من راويه الأوّلو عدم الاعتماد مهما أمكن على الواسطة في النقل ، مثلاً : ينقل عن جابربن عبدالله الأنصاري رحمهالله أنّه اشترى جملاً وسار شهراً لسماع حديث واحد ، وهكذا عن أبي ذر الغفاري أنّه كان يقطع مسافات طوال لسماع الحديث ، وهكذا سيرة الباقين من رواة الحديث ونقلة الأخبار ، والشيخ الصدوق رحمهالله واحد ممّن أتعب نفسه في جمع الحديث وضبطه وسماعه ، فكانت له رحلات كثيرة كان الغرض منها سماع الحديث وإسماع ما عنده من الحديث ، وقد سافرإلى مُدُن كثيرة منها : خراسان حيث كانت الرحلة لزيارة الإمام الرضا عليهالسلام ، ومنها : نيشابور واستمع فيها الحديث من عدّة مشايخ هناك ، منهم : أبو علي العطّار ، وأبو منصور أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر الخوزي ، وأبوسعيد محمّد بن الفضل ، وأبو الطيب الحسين بن أحمد بن محمّد الرازي ، وأبو سعيد محمّد بن الحسن بن محمّد.
ومنها ، استراباد : گرگان ، فقد سمع الحديث فيها من أبي الحسن محمّدبن القاسم ، وأبي محمّد القاسم بن محمّد الاسترابادي ، وأبي محمّد عبدوس بن علي الگرگاني ، ومحمّد بن علي الاسترابادي.
__________________
(١) المنتظم ١٤ : (السنوات ٣٢٩ ـ ٣٨٧ هـ).