وعندما ظهرت دولة آل بويه اتّخذوا من الري عاصمة لهم ، فقوي مذهب التشيّع فيها باعتبارهم من معتنقي هذا المذهب ، وفي عام ٣٤٧ هـ طلب ركن الدولة البويهي من الشيخ الصدوق الهجرة من قم إلى الري لإسناد وتقوية مذهب التشيّع هناك.
هذا ، وبالإضافة إلى مدينة «ري» فقد كثرت الدول التي تعتنق مذهب التشيّع ولو ظاهراً ، فقد ظهرت الدولة الفاطميّة في مصر والشام ، والحمدانيّون في الموصل ، والطاهريّون في خراسان ، والصفّاريّون في فارس ، والسامانيّون في ما وراء النهر ، والساجيّون في آذربايجان ، والزياريّون في گرگان ، وآل بويه منهم من تقدّمه ومنهم من عاصره ، فكانت هذه قد مهّدت السبل لتحرّك الشيعة وعلمائهم وتمهيد الوسائل لنشر مذهبهم.
هذا من جانب ، ومن جانب آخَر كانت بغداد تعجّ بها الحوادث السياسية والطبيعية ، أمّا السياسية فقد عاصر الصدوق من خلفاء بني العباس سبعة هُم : المقتدر بالله ، أبو الفضل جعفر بن محمّد ( ٢٩٥ ـ٣٢٠ هـ) ، والقاهر بالله ، أبو منصور محمّد بن أحمد ، والذي كانت خلافته سنة وستّة أشهر ، والراضي بالله ، أبو العباس محمّد بن جعفر (٣٢٢ـ٣٢٩ هـ) ، والمتّقي بالله أبو إسحاق ، إبراهيم بن المقتدر (٣٢٩ ـ ٣٥٧ هـ) ، والمستكفي بالله ، أبوالقاسم عبد الله ودامت خلافته سنة ونصف ، والمطيع لله ، أبوالقاسم فضل بن جعفر المتوفّى ٣٦٤ هـ ، وآخرهم الطائع لأمر الله (٣٦٣ـ٣٨١ هـ) ومن الطبيعي أنّ عزل أو موت حاكم قد يستتبع تضعضعاً في الأوضاع الأمنية والاقتصادية في مركز الخلافة بغداد وباقي البلاد.
أمّا الحوادث الطبيعية فقد كثر في بغداد المرض والغلاء وطغيان نهر