ووصفه عمر رضا كحالة : بالمفسّر ، الفقيه ، الاُصولي ، محدّث ، حافظ ، عارف بالرجال (١) .
محلّ ولادته :
كانت ولادته المباركة في مدينة قم المقدّسة والتي كانت ولازالت من عواصم الحضارة الإسلامية ، فقد كان فيها أكثر من ٢٠٠ ألف محدِّث (٢) ، وكانت مأوى العلويّين الهاربين من بني العباس ، وعبّر عنها الإمام الصادق عليهالسلام بأنّها الكوفة الصغيرة (٣) ، ولم تنحصر المذاهب الإسلامية في قم المقدّسة بمذهب التشيّع وإن كان هو الغالب ، بل كانت هناك مذاهب أُخرى كالمرجئة والزيديّة والناصبيّة.
أمّا مدينة «ري» التي هاجر إليها الشيخ الصدوق رحمهالله بطلب من ركن الدولة الديلمي فقد كانت من المدن التي يكثر فيها أبناء العامّة ، وفي عام (٢٧٥هـ) روّج فيها مذهب الشيعة أحمد بن حسن المارواتي ، ومنذ القرن الرابع الهجري بدأ أتباع مذهب أهل البيت عليهالسلام فيها بالتزايد (٤) ، وذكرها الحموي في معجمه قائلاً : وفيها من المذاهب : الشافعيّة ، والحنفيّة ، والروافض ، وكثيراً ما كانت النزاعات تحصل بينهم بحيث تؤدّي إلى تخريب مناطقهم ومحلّ سكونتهم (٥) .
__________________
(١) معجم المؤلّفين ١١ : ٣.
(٢) انظر : لوامع صاحبقراني : كتاب الطهارة ، باب حكم جفاف بعض أعضاء الوضوء قبل تمامه .
(٣) بحار الأنوار ٦٠ : ٢٢٨.
(٤) انظر معجم البلدان ٣ : ١١٦ «ري».
(٥) معجم البلدان ٣ : ١١٦ «ري» ، الكامل في التاريخ ٩ : ١٧٤.