الله صلىاللهعليهوآله : «إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود إلى السماء والأرض وعترتي أهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا علَيَّ الحوض» (١) .
فهذا يدلّ على أنّهم حفظة علم رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ إذ السنّة عدل القرآن ، ولمّا لم يذكر رسول الله السنّة في هذه الأحاديث التي رواها جمهور المسلمين عنه صلىاللهعليهوآله ، بل ذكر أهل البيت عليهالسلام إلى جنب القرآن ، فنعلم أنّهم قد استودعوا كامل السنّة التي هي المصدر الثاني للتشريع.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال في حديث : «الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتّى بيّنتُ للأُمّة جميع ما تحتاج إليه» (٢) .
عمل الشيعة بخبر الواحد :
اتّفقت الإمامية على العمل بخبر الواحد إذا كان عن حسّ بالإضافة إلى عدالة ووثاقة الراوي وحسن حاله ، وخالف في ذلك جماعة من فحول علمائهم كالسيّد المرتضى رحمهالله والقاضي وأمين الإسلام الطبرسي وابن إدريس الحلّي وصاحب المدارك وآخَرين.
أمّا القياس فهو مرفوض مطلقاً ، إلاّ إذا كانت العلّة منصوصةً ، مثل : الخمر حرام ؛ لأنّه مسكر ، فصار كلّ مسكر حراماً. وهذا عمل بالسنّة لا القياس؛ إذ هي السنّة المصرّحة بذلك ، فكأنّها قالت : كلّ مسكر حرام ، وإذا كان العمل من باب الأولى ، مثل قول : أُفّ للوالدين وضربهما فلمّا حرم القول فالضرب حرام بالأولى ، وليس هذا من القياس أيضاً بل عمل
__________________
(١) مسند أحمد ٣ : ٣٨٨ / ١٠٧٢٠ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٦٢.
(٢) تهذيب الأحكام ٦ : ٣١٩ / ٧٨٩ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ٣٠٢ ، الباب ٣٣ من أبواب كيفيّة الحكم ... ، ج ١.