«أيّها الناس اتّقوا الله ما من شيء يقرّبكم من الجنّة ويباعدكم من النار إلاّ وقد نهيتكم عنه وأمرتكم به» (١) .
فمن هنا يتّضح لذي الألباب أن لا سنّة مقابل سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ولاإعواز فيها.
نعم ، أهل البيت عليهالسلام هم حفظة سنن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فهّم أهل بيته ، ولاأحد ينكر فضلهم وعلمهم ، متفوّقين في ذلك على سائر علماء الأُمّة ، بل هُم مرجع العلماء في تمام شؤون الإسلام قرآناً وسنّةً. وقد صرّح رسول الله عليهالسلام بأنّهم عدل القرآن ، كما هو المتواتر عنه في حديث الثقلين ، فعن جابر بن عبدالله قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله في حجّة الوداع يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول : «إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي» (٢) .
وأخرج نحوه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله يوماً فينا خطيباً «... ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فاُجيب وأنا تارك فيكم ثقلين : كتاب الله فيه الهدى والنور... وأهل بيتي اُذكّركم الله في أهل بيتي ، اُذكّركم الله في أهل بيتي ، اُذكّركم الله في أهل بيتي» (٣) .
وأخرج الترمذي في صحيحه ما رواه جابر (٤) وقد تقدّم نصّه.
وأخرجه أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول
__________________
(١) بحار الأنوار ٢ : ١٧١ / ١١.
(٢) جامع الاُصول ١ : ٤٢٤.
(٣) صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٢ / ٢٤٠٨.
(٤) سنن الترمذي ٥ : ٦٦٢ / ٣٧٨٦.