وصنّف علي بن أبي رافع صاحب أمير المؤمنين عليهالسلام في الحديث (١) وأيضاً سليم بن قيس (ت ٩٠ هـ) صاحب أمير المؤمنين عليهالسلام (٢) ، ميثم بن يحيى ، أبو صالح التمّار (ت ٦٠ هـ) وهو من خواصّ أمير المؤمنين عليهالسلام .
وممّن جمع الحديث في المائة الثانية أبان بن تغلب وجابر بن يزيد الجعفي ، فقد روى عن الباقرعليهالسلامسبعين ألف حديث.
وممّن أكثر الرواية أيضاً أبو حمزة الثمالي وزرارة بن أعين ومحمّد ابن مسلم الطائفي وأبو بصير وغيرهم من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ، فكانت حصيلة هذا التدوين الأُصول الأربعمائة للحديث ، واستمرّ التأليف طبقة بعد طبقة إلى يومنا هذا ، ولم يقتصروا على تدوين الحديث ، بل دوّنوا في علم الدراية وعلم الرجال ، فقد صنّف البرقي محمّد بن خالد في علم الرجال وأبو محمّد عبدالله بن جبلة بن حيان وغيرهما.
وكان مصدر حديثهم أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، ولم يتّهمهم أحد بوضع الحديث على جدّهم ، أو الكذب عليه صلىاللهعليهوآله ، بل كلّ من تعرّض لهم ذكرهم بإجلال وإكبار ، ولم يكن لهم داع لوضع الحديث؛ إذ لايكذب العاقل على نفسه ، وكانوا شهداء على أتباع مدرستهم ومراقبين لهم في الحديث والتفسير وغيرهما ، فلاواضع منهم للحديث ولا جاعل له.
وممّا ساعد على حفظ الحديث وعدم التلاعب به وجود الاُصول المدوّنة عندهم منذ عهد الرسول صلىاللهعليهوآله ، وهي من قِبَل أشخاص قد سمعوها مشافهةً من صاحب الشرع المقدّس ، فما خالفها يسقط عن الاعتبار ،
__________________
(١) رجال النجاشي ١ : ٦٥.
(٢) رجال النجاشي ١ : ٦٨.