وبخطّ الإمام عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام وباملاء من رسول الله صلىاللهعليهوآله (١) بعد أن حذّر من تدوين الحديث جماعة من الصحابة في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله وبعده ، فقد ذكر المتّقي الهندي في كنزه عن السائب بن يزيد قال : سمعت عمر بن الخطّاب يقول لأبي هريرة : لتتركنّ الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أو لألحقنّك بأرض دوس (٢) ، وعن عائشة أنّها قالت : جمع أبي الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلّب كثيراً ، قالت : فغمّني ذلك ، فقلت : أتتقلّب لشكوى أو لشيء بلغك؟ فلمّا أصبح قال : أي بنية هلمّي بالأحاديث التي عندك ، فجئته بها فدعا بنار فحرقها (٣) ، وعن أبي بكر قال الذهبي في تذكرته : أنّه جمع الناس بعد وفاة نبيّهم فقال : فلا تحدّثوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئاً (٤).
والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدّاً مسلّمة عند العامّة كلّهم.
ولكن سارَ أتباع مدرسة أهل البيت عليهالسلام خلفهم ، ودوّنوا الحديث ، منهم : أبو رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله (ت ٣٥ هـ) له كتاب السنن والأحكام والقضايا (٥) ، وأبو عبدالله سلمان المحمّدي (ت ٣٤ هـ) وأبوذر الغفاري (ت ٣٢ هـ) فقد سبقا غيرهما في جمع الحديث إلى مثله في باب واحد وعنوان واحد (٦) .
__________________
(١) رجال النجاشي ٢ : ٢٦١ ، مسند أحمد بن حنبل ١ : ١٧٧ / ٦١٥ ، وانظر تدريب الراوي ٢ : ٦١ ، ذكره في شرح النوع الخامس والعشرين من أنواع علم الحديث.
(٢) كنز العمّال ١٠ : ٢٩١ / ٢٩٤٧٢.
(٣) تذكرة الحفّاظ ١ : ٥.
(٤) المصدر السابق ١ : ٢.
(٥) رجال النجاشي ١ : ٦٢.
(٦) معالم العلماء لابن شهر آشوب : ٥٧ / ٣٨٢ ، و٣٢ / ١٨٠.