موتاكم ؟!.
وروي أنّ عمر بن الخطّاب روى عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إنّ الميّت يعذّب ببكاء أهله عليه». ولكن لمّا سمعت منه عائشة ذلك أنكرت عليه وقالت : وإنّما قال النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في يهودية : «إنّها تعذّب وهم يبكون عليها» (١) . وكثير من أمثال هذه الموارد (٢) .
انظر كيف قُلب الحديث رأساً على عقب مع أنّهم ملازمون لرسول الله صلىاللهعليهوآله .
وقيل في توجيهه : إنّ عمر بن الخطّاب فهم العموم منه (٣) ، وصاغ الحديث حسب ما فهمه ، وقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال ذلك ، وهذا سلب آخرفي عدم التدوين.
وسلب آخر خطأ السمع وقد أقرّت به عائشة حيث قالت؛ لتطييب خاطر عمر بن الخطّاب : إنّكم لتحدّثوني عن رسول الله غير كاذبين ولا مكذّبين ، ولكن السمع يخطئ (٤) .
ومن سلوب عدم التدوين أيضاً عدم وصول الناسخ أو المخصّص والمقيّد لراوي أصل الحديث ، ومن ذلك ما نُقل أنّ أبا هريرة كان يفتي ويحدّث : أنّ مَنْ أصبح جنباً فقد أفطر ، ولم يبلغه أنّ ذلك نسخ ، فلمّا علم بذلك وأنّ عائشة وأُمّ سلمة زوجتي الرسول أخبرتاه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) صحيح مسلم بشرح النووي ٢ : ٥٨٩ ، ٥٩٣ ، توثيق السنّة في القرن الثاني الهجري اُسسه واتّجاهاته : ٣٢.
(٢) انظر : الإحكام لابن حزم ٢ : ٢٤٥ ، نهاية الوصول للعلاّمة الحلّي ٣ : ٣٥٢ ـ ٣٦٩ ، المحصول للرازي ٢ : ١٥٤ ـ ١٦٢ ، وغيرها.
(٣) توثيق السنّة في القرن الثاني الهجري اُسسه واتّجاهاته : ٣٢.
(٤) انظر الهامش ١.