بين العقائد والأحكام.
وهناك قول بإنكارها مطلقاً ، فقد أنكر العمل بها عيسى بن أبان وأتباعه ومحمّد بن إسحاق القاساني ومحمّد بن داوُد الظاهري والنهرواني والأصم وغيرهم (١) .
أمّا من أنكرها في العقائد فعن الخطيب البغدادي : خبر الواحد لايُقبل في شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلّفين العلم بها والقطع عليها ...أمّاما عدا ذلك من الأحكام التي لم يوجب علينا العلم بأنّ النبىّ صلىاللهعليهوآله قرّرها وأخبر بها عن الله عزوجل فإنّ خبر الواحد فيها مقبول (٢) .
وعن الجويني : إنكارها في العقائد؛ حيث قال بعدم إفادتها العلم رادّاً على الحشويّة قولهم بإفادتها العلم (٣) .
وعن السرخسي في اُصوله : أنّها لا توجب عقد القلب ، في كلامه عن الأحاديث الواردة في عذاب القبر وأمثالها (٤) .
وعن القاضي عبدالجبّار : فأمّا قبوله (٥) فيما طريقه الاعتقادات فلا (٦) .
عدم التدوين بين السلب والإيجاب :
لا يخفى أنّ كثرة المشاغل توجب تشتّت الفكر بالإضافة إلى ما هو مسلّم عند كلّ الناس عامّهم وخاصّهم أنّ عارضة النسيان أمر طبيعي في
__________________
(١) شرح النووي على مسلم ١ : ١٣٠.
(٢) الكفاية : ٤٣٢ ، خبر الواحد في التشريع الإسلامي وحجّيته ١ : ٩٠.
(٣) انظر البرهان ١ : ٦٠٠ ، ٦٠٨.
(٤) اُصول السرخسي ١ : ٣٢٩.
(٥) أي : قبول خبر الواحد.
(٦) شرح الاُصول الخمسة : ٧٦٨ ، ٧٧٠.