٣٨١ هـ) كتبَ الحديث الطبقة الاُولى من التابعين وأجاز ذلك مَنْ بعدهم ، وما حدث التصنيف إلاّ بعد موت الحسن البصري (ت ١١٠هـ ) (١) .
وبالإضافة إلى ذلك ما ورد عن بعض الصحابة من أنّهم كتبوا الحديث ومحوه بعد ذلك لأُمور معروفة.
مثلاً : عن يحيى بن جعدة ، أنّ عمر بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر قال : إنّ عمر بن الخطّاب بلغه أنّه قد ظهر في أيدي الناس كتب فاستنكرها وكرهها ..... فأتوه بكتبهم فأحرقها بالنار (٢) .
وعن إبراهيم بن هاشم : دفنّا لبشر بن الحارث ثمانية عشر ما بين قمطر وقوصرة (٣) .
وعن عبد الرحمن بن أبي مسعود : كنّا نسمع الشيء فنكتبه ، ففطن لنا عبدالله بن مسعود فدعا أُمّ ولده ودعا بالكتاب وبإجانة من ماء فغسله (٤) ، وكثير من هذه الأحاديث والوقائع.
وقد استنكر هذا العمل ابن حنبل وابن الجوزي وعدّاه من تلبيس إبليس (٥) .
فإن كان هذا من تلبيس إبليس على من أمر بمحو الحديث وفطنوا له بعد فترة ، لكن ما فات قد فات ولا يعود نفسه ، فإنّه مجموع من الحافظة والمخيّلات بشهادة واحد أو اثنين.
أمّا مدرسة أهل البيت عليهالسلام فقد اتّبعوا إمامهم علي بن أبي طالب عليهالسلام
__________________
(١) قوت القلوب ١ : ١٥٩.
(٢) تدوين السنّة الشريفة : ٢٧٤ عن تقييد العلم : ٥٢.
(٣) تدوين السنّة الشريفة : ٢٧٧ عن تقييد العلم : ٦٢ ـ ٦٣.
(٤) سنن الدارمي ١ : ١٠٢.
(٥) تدوين السنّة الشريفة : ٢٧٩ ، عن تلبيس ابليس : ٣١٤ ـ ٣١٦.