الذي كان يقول : «علّمني رسول الله صلىاللهعليهوآله ألف باب من العلم ينفتح لي من كلّ باب ألف باب» (١) ، فهذه ألف ألف حديث ، إن اقتصرنا على المراد من العلم أنّه الحديث ولا نقتصر ، وكان عليهالسلام قد دوّنها في صحيفة أو كتاب عُرف بكتاب علي عليهالسلام عند العامّة والخاصّة ، وقد نقل عنه الخاصّة والعامّة في كتبهم (٢) ، وكانت هذه الصحيفة عند أهل البيت الأئمّة المعصومين إماماً بعد إمام . ومن هنا تتّضح النكتة في قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّي تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي». وقد تقدّم ذكره؛ إذ كان يعرف ما سيحدث بعده وما تبتلي به اُمّته وسنّته الشريفة. صلوات الله وسلامه عليه.
ولم يخالف أمير المؤمنين رسول الله صلىاللهعليهوآله في تدوين الحديث ، فقدروي عنه أنّه قال : «أملى عليَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ...» (٣) .
وقد شارك في تدوين السنّة بعد أن أمر به عمر بن عبد العزيز جمع من الصحابة والتابعين منهم :
١ ـ الأصبغ بن نباته (ت ١٠٠ هـ) له كتاب القضاء لأمير المؤمنين عليهالسلام (٤) .
٢ ـ الحسن بن محمّد بن الحنفية (ت ١٠٠ هـ) له كتاب في
__________________
(١) انظر : فتح الملك العلي بصحّة حديث : «باب مدينة العلم علي».
(٢) انظر : دلائل النبوة للبيهقي ٧ : ٢٢٧ ـ ٢٢٨ ، مسند أحمد ١ : ٨١ ، تقييد العلم : ٨٨ ـ ٨٩ ، جامع بيان العلم ١ : ٧١ ، صحيح مسلم ٢ : ٩٩٥ ، سنن أبي داوُد ٢ : ٢١٦ ، وغيرها كثير.
(٣) مروج الذهب للمسعودي ٥ : ٨٢ ـ ٨٣ ، أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني : ١٢ ـ ١٣.
(٤) الفهرست للشيخ الطوسي : ٦٢ / ١١٩.