هذا ، على فرض تنفيذ أمر عمر بن عبد العزيز؛ إذ عن بعض أنّ ما أمر به عمر بن عبد العزيز لم يُنَفَّذ في حياته وإنّما جرى بعد وفاته. وكانت وفاته(١٠١ هـ). فعن ابن حجر أنّ جمع الحديث بُدئ (١٠٤ هـ) حيث قال : جمع الحديث إلى مثله في باب واحد وسبق إليه الشعبي(ت ١٠٤ هـ) (١) وهذا قديدلّ على أنّ الحديث كان قد جمع فجاء الشعبي وجمع المتماثلات إلى جنب بعض ، أو يدلّ على أنّه ابتداءً جمع الحديث المتشابه إلى بعضه ، ويؤيّدهذا قول الذهبي : إنّ خالد بن معدان الحمصي (ت ١٠٤ هـ) لقي سبعين صحابيّاً وكان يكتب الحديث وله مصنّفات (٢) .
وقال الغزالي (ت ٥٠٥ هـ) : الكتب والتصانيف مٌحْدَثَةٌ ولم يكن شيءمنها زمن الصحابة وصدر التابعين ، وإنّما حدثت بعد سنة (١٢٠ هـ) وبعد وفاة جميع الصحابة وجلّة التابعين (٣) .
وأمر هشام بن عبد الملك (ت ١٢٠ هـ) ابن شهاب الزهري (ت ١٢٤ هـ) أن يملي على أولاده الحديث فأملى عليهم أربعمائة حديث (٤) .
ويعتقد البعض أنّ أوّل مصنَّف وضع في علم الحديث عامّةً هو كتاب ألّفه همّام بن منبه (ت ١٣١ هـ) فقد جمع روايات أبي هريرة في كتاب باسم : الصحيفة الصحيحة (٥) .
ويرى الذهبي أنّ أوّل زمن التصنيف وتدوين السنّة بعد انقراض بني
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) تذكرة الحفّاظ ١ : ٩٣.
(٣) إحياء علوم الدين ١ : ٧٩ ط بولاق.
(٤) تهذيب التهذيب ٩ : ٤٤٩.
(٥) تدوين السنّة الشريفة للجلالي : ١٩ ، عن مصادر الفكر العربي الإسلامي للحبشي : ٣٨.