وأكابر أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله(١) ، وهكذا انتقل من الصحابة إلى أبنائهم وإلى التابعين حتّى حصل عصر تدوين السنّة وكان ذلك في زمن خلافة عمر بن عبد العزيز الذي تولّى الخلافة عام ٩٩ هـ حيث اتّسعت البلاد وتفرّق الصحابة والتابعين وقتل منهم الكثير ، فحصل الخوف على العلم أي : حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله من الضياع والتلف؛ لأجل ذلك أرسل عمر بن عبدالعزيز الكتب إلى عمّاله في الأمصار بأن يجمعوا الحديث ويدوّنوه ، من صحابيات وصحابي وتابعي. فكان أوّل كتاب كتب في الحديث هو كتاب محمّد بن شهاب الزهري (ت ١٢٤ هـ) ، ثمّ شاع التدوين في الطبقة التي تلي الزهري ، فكان أوّل من جمعه بمكّة ابن جريج (ت ١٥٠ هـ) ، وابن إسحاق (ت ١٥١ هـ) ، وسعيد بن أبي عروبة (ت ١٥٦ هـ) ، والأوزاعي (ت١٥٧ هـ) ، ثمّ ظهر تأليف الربيع بن صبيح (ت ١٦٠ هـ) والثوري (ت ١٦١ هـ) وحمّاد بن سلمة بن دينار (ت ١٦٧ هـ) ، ومالك بن أنس (ت ١٧٩ هـ) بالمدينة ، وكلّ هؤلاء كانوا بالقرن الثاني وكان جمعهم للحديث مختلطاً بأقوال الصحابة وفتاوي التابعين (٢) .
هذا ، وهناك اختلاف آخر بين الباحثين من العامّة في تاريخ تدوين الحديث النبوي الشريف بعد أن مَنع من تدوينه عمر بن الخطّاب والكلّ متّفق على أنّه لم يشرع التدوين قبل خلافة عمر بن عبد العزيز ، فعن جلال الدين السيوطي (٩١١ هـ) : ابتداء تدوين الحديث وقع على رأس المائة في خلافة عمر بن عبد العزيز وبأمره (٣) .
__________________
(١) الإيضاح في تاريخ الحديث وعلم الاصطلاح : ١٤ ـ ١٥ .
(٢) الإيضاح في تاريخ الحديث وعلم الاصطلاح : ٢٤.
(٣) تدريب الراوي ١ : ٤٠.